أفضل أيام العام ماذا نحن عاملون فيها؟

أفضل أيام العام ماذا نحن عاملون فيها؟

إلى أسرتنا الطيّبة "الرّجاء والتفوّق"

   الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

   فإنّ هذه اللحظات التي نعيشها الآن هي أفضل الأوقات على الإطلاق، وقد أكرمنا ربنا سبحانه بها مرة أخرى، فهل نحن مستثمروها؟ أم نحن -للأسف الشديد -مضيّعوها؟

 قال تعالى: "والفجر وليال عشر" قال غير واحد من علماء التفسير: هي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجّة، أقسم الله بها لعظمتها.

   وقال تعالى: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" قال ابن عباس: "هي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجّة"، فهذه الأيام هي الأيام المعلومات.

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" البخاري عن ابن عباس.

   والسرّ في كونها أفضل أيام العام: كونها مكانا لاجتماع أمهات العبادة، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها من الأيام.

    وكل عبادة فاضلة يزداد ثوابها في هذه الأيام، فلا بدّ من استغلالها على أحسن الوجوه، وذلك بتجديد التوبة والإكثار من الاستغفار، وبالاجتهاد في أنواع العبادات، فرضها ونفلها، فالفرائض فيها أعظم أجرا من الفرائض في غيرها، والنوافل فيها أعظم أجرا من النوافل في غيرها، كما قال العلامة ابن رجب رحمه الله.

    فعلينا الاهتمام بصلاتنا المفروضة في أوقاتها، وعلينا أن نكثر من النوافل والتطوعات ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، وعلينا أن نصوم ما استطعنا من هذه الأيام، وعلينا الاجتهاد في الصدقات، وأنواع المبرّات، وعلينا الاهتمام ببر الوالدين، والعفو عن المخطئين، وإصلاح ذات البين، وقيام الليل، وقراءة القرآن بالليل والنهار، وعلينا الإكثار من الذكر، خاصة التكبير، كما ينبغي ترك الذنوب وهجر المعاصي، ولا تنسوا الإكثار من الدعاء والإلحاح فيه...لعلّ الله أن يرحمنا، وأن يرفع عنا ما نعانيه من الوباء والغلاء وأنواع البلاء...وما ذلك بعزيز على ربّ الأرض والسماء.

   ومن أعظم العبادات في هذه العشر: الأضحية فهي أجلّ العبادات المالية...كما أنّ الصلاة أجل العبادات البدنية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة كثير النحر، وقد جمع الله بينهما في قوله: "فصلّ لربّك وانحر"، "قل إنّ صلاتي ونسكي".

وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال.