الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

    من أعظم العقبات التي يواجهها الأولياء قبيل الدخول المدرسيّ هو التوفيق بين نفقات الأسرة ونفقات تمدرس الأبناء، خاصّة إذا تزامن ذلك مع عيديّ الفطر أو الأضحى.

ويغفل الكثيرون عن الجانب الوجداني للطفل الذي يطغى على الجانب الماديّ، حيث تقف عليه دافعيّة التعلّم بالنسبة للأطفال أو انطفاء شمعتها، وللغفلة عن الجانب الوجداني عواقب وخيمة مستقبلا؛ كفقدان الثقة بالنفس؛ الانعزال عن الجوّ الدراسي؛ تدنّي التحصيل العلميّ للمتعلّم؛ مصاحبة رفقاء السّوء وقد ينتهي الأمر إلى التسرّب المدرسيّ.

    فالتحضير النفسيّ الجيّد للأبناء عند كل دخول مدرسيّ هو اللبنة الأولى لبناء سنة دراسيّة ناجحة، وعلى كاهل الأولياء يقع ذلك البناء، وعلى المدرسة إتمام ذلك بتوفير بيئة حاضنة وآمنة للطفل ليفجّر فيها طاقاته الإبداعيّة ومواهبه الدّفينة.

وإليكم معاشر الأولياء أهمّ النقاط الأساسيّة للتحضير النفسيّ للأبناء قبيل الدخول المدرسيّ:

· العودة من الإجازة العائلية قبل أيّام من الدخول المدرسيّ.

· تعويد الطفل على النوم المبكّر والاستيقاظ المبكّر حتى تُضبط ساعته البيولوجيّة مع وتيرة الدّراسة.

· ضبط مواعيد الوجبات اليوميّة.

· ضبط الفترة الزمنيّة لمشاهدة التلفاز أو التسلّي بالألعاب الإلكترونيّة.

· "علّمه وهو يلعب": فعلى الأولياء توجيه أبنائهم إلى الألعاب الإلكترونيّة الهادفة أو مجلّات التسلية وغيرها من الألعاب التثقيفيّة حسب سنّ الطفل.

· تعويد الطفل على المطالعة وقراءة القصص الهادفة، ويستحسن مشاركتها مع أوليائه.

· عدم إرهاق الطفل بالمراجعة المكثفة؛ بل التركيز على معالجة وسدّ فجوات النّقص لديه، وتثمين وتحفيز جهده في نقاط قوّته.

· إشراك الأبناء في اقتناء اللوازم المدرسيّة.

· التحدّث بإيجابيّة مع الأبناء حول المدرسة وطاقمها الإداريّ والتربويّ، والوقوف معهم إذا واجهتهم عقبات أو مشاكل لحلّها حتى ينقشع الخوف من المدرسة من أذهانهم.

   ويبقى المنعطف الأخير في سباق التحضير لبناء شخصيّة الطفل أو تدميرها.. تمسك بفتيله المدرسة التربويّة، التي من مسلّمات مهامّها حسن الاستقبال والابتسامة والترحاب والكلمة الطيّبة وغيرها من الأخلاق الحسنة التي يجب أن يتخلّق بها كل موظّف في سلك التربية، حتى تصبح المدرسة جاذبة للطفل كالمغناطيس وتوفّر له متعة التعلّم.

     السيّد: مسؤول الطور المتوسّط

الأستاذ: طاهر عبد المطلّب