خواطر وأفكار في تربية الصغار 01

خواطر وأفكار في تربية الصغار 01

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: أعزائي المربين، هذه جملة طيّبة من الخواطر والأفكار النافعة في تربية الصغار، أردت ان أنثرها بين أيديكم، تنبيها وتذكيرا، لعلّ الله أن يكتب لنا نفعها وأجرها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

·     الناس في جهة الذريّة أربعة أقسام مختلفة، وكل قسم منها خاضع لحكمة الله البالغة ورحمته الواسعة، فلا ينبغي لأحد التضجّر أو الاعتراض على قسمة الله وقضائه وقدره، قال تعالى: "لله ملك السّماوات والأرض يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذّكور، أو يُزوّجهم ذُكرانا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما إنّه عليم قدير" (الشورى 49-50).

فمن الناس من يُرزق الإناث دون الذكور ومنهم من يرزق الذكور فحسب، ومنهم من يزوجه الله أي يجمع له الذكور والإناث، ومنهم من لا يولد له، والخير كلّه في اختيار الله لك لا في اختيارك لنفسك، فتنبّه حفظك الله!.

·     نعمة الذرّيّة من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان في هذه الحياة الفانية...فهي منحة إلهيّة، وهبة ربّانية. ولذلك جعل المولى سبحانه حبّ الأولاد والبنات فطرة في النفوس، قال تعالى:" والذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرّياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إمامًا" (الفرقان 74).

بل وأحبهم الأنبياء والرسل-عليهم الصلاة والسّلام-: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ"  كيف لا؟ وهم قرّة العين وفلذات الأكباد:

إنّـمـا أولادُنـَا بـَيـنـنـَا ** أكبـادُنا تَمـشِي علـى الأرضِ

إن هَبّـَت الرّيحُ علـى بعضهم *** امتنَعَت عَينـي عـَنِ الغَمْـضِ

نسأل الله تعالى أن يحفظهم لنا من كل سوء...

·       ولذلك كان من المستحبّ شرعًا طلب الذريّة الصّالحة لمن صحّت نيّته، قال تعالى: "ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجًا وذرّيّة"  )الرّعد 38(

وقال تعالى: "هنالك دعا زكريّا ربّه قال ربّ هب لي من لدنك ذرّيّة طيّبة إنّك سميع الدّعاء" (آل عمران 38).

·     فاحرص على نيّة الخير حفظك الله، بأن تنوي إن رزقك الله ولدا أن تربّيه على  طاعة الله، وأن تحمله على الصلاح، وأن تجتهد في تربيته على مكارم الأخلاق، وتلقينه العلم النافع الذي يجعله منارة وسط الظلمات ومصباحا تستضيء به الأمة في ثنايا المدلهمّات؛ وكذلك لو أكرمت بأنثى.

·     ومن كانت نيّته مشوبة بشيء من الدخن ومخلوطة ببعض المقاصد الدنيئة، فهذا أوان تصحيحها وتنقيتها من الشوائب، فالرّجوع إلى الحقّ خير من التمادي في الباطل.

·     فإذا توصّلنا إلى تصحيح نيّتنا - معاشر المربّين والمربّيات-، فإنّنا نكون بذلك قد بنينا سدّا منيعا وشيّدنا حصنا حصينا في طريق دعاة المؤامرة المعروفة بـ: "تحديد النّسل"،  فإنّ حفظ النّسل ضرورة من الضرورات التي اتفقت عليها الأمم كلّها، وعنيت بها الشريعة الإسلامية عناية فائقة، فرغّبت في الزواج، وحذّرت من الإعراض عنه لغير عذر، وأخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه سيباهي بالنّسل الصالح من أمّته أممَ الدّنيا يوم القيامة، وحرّمت الشريعة الغرّاء الإجهاض وقتل الأولاد، وحدّدت عقوبة قاسية في حالة الاعتداء على الجنين في رحم أمّه وإسقاطه من غير وجه حق...الخ.

وإذا كانت هنالك ظروف خاصّة عند بعض أخواتنا، فإنّ الضرورة تقدّر بقدرها، يقدّرها الأطباء والمختصون الثقات، ولكلّ حالة على حدة...

والله الموفق للحقّ والصّواب وإليه المرجع والمآب.

أخوكم يوسف بن عاطي

يتبع إن شاء الله...