هذا عيدنا رغم كورونا

هذا عيدنا رغم كورونا

أعزائي الأولياء، أحبائي التلاميذ:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ لكل قوم عيدا وهذا عيدنا".

عيدكم مبارك ...وكلّ عام وأنتم بخير

إليكمُ في العيد أشواقي وتهنئتي***رياتةً قد غشاها الودّ واشتملا

مختومةً بدعاء صادق عطر***تقبل الله منّا القول والعملا

أبنائي وبناتي:

   افرحوا بالعيد رغم وجودكم في الحجر المنزلي، افرحوا بالعيد رغم بعدكم جسديا عن الكثير من أقاربكم وأحبابكم، افرحوا بالعيد رغم مجيئه في هذه الظروف الخاصة والاستثنائية.

   البسوا أجمل ثيابكم، وكلوا من الطيبات، وافرحوا وامرحوا، والعبوا بما أباحه لكم دينكم الحنيف، واشكروا الله على نعمة الإسلام...عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال يومئذ: (لتعلم يهود المدينة أن في ديننا فسحة، إني بعثت بحنيفية سمحة).

   لو زرتم بعض أقاربكم أو كانوا هم الذين يزورونكم يوم العيد أو بعده، فلتكتفوا بالسلام والتحية وتبادل التهاني باللسان وإظهار البشاشة والفرحة دون ملامسة، واحذروا التقبيل والمصافحة وجميع أنواع الاحتكاك، واتركوا مسافة الأمان في جلوسكم...ولا تتهاونوا بهذه التعليمات الصحية الغالية، حتى لا نتسبب في إصابة أو وفاة أحبابنا ونحن لا نشعر، وحتى لا نكون سببا في انتشار الوباء بحدّة وسرعة دون أن نعلم، وحتى نخرج من هذا الامتحان في القريب العاجل، سالمين غانمين بإذن الله ربّ العالمين.

إلى إخواني الأولياء:

هذه بعض أحكام وآداب العيد التي نحتاج إليها جميعا خلال هذه الظروف الاستثنائية، سائلين المولى جلّ وعلا أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وجميع الطاعات، وأن يسعدنا بالعيد، وأن يعيده علينا ونحن في خير وعافية، وأن يرفع عنا الوباء والبلاء بمنه وكرمه...آمين.

من أحكام وآداب العيد:

1. حافظوا على صلاة العيد في بيوتكم: فإنها شعيرة مباركة ينبغي الحفاظ عليها ... قال البخاري رحمه الله: (باب) إذا فاته العيد يصلي ركعتين وكذلك النساء ومن في البيوت والقرى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم (هذا عيدنا أهل الإسلام).

وأمر أنس بن مالك مولاهم ابن أبي عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى كصلاة أهل المصر وتكبيرهم.

2. صلاة العيد ركعتان اثنتان، يقرأ فيهما الإمام جهرا، ويكبر التكبيرات الزوائد "سبع تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام" وهذا القول هو أرجح الأقوال وإليه ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة.

3. ومن نسي التكبيرات الزوائد فلا شيء عليه وصلاته صحيحة.

4. وقت صلاة العيد: يمكن أداء صلاة العيد في بيوتنا ابتداءً من ارتفاع الشمس ارتفاعا جيدا إلى غاية الزوال -وقت الظهر-

5. ليس هناك أذان ولا إقامة لصلاة العيد: قال ابن القيم رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة. والسنة ألا يفعل شيء من ذلك". انتهى.

6. لا خطبة بعد الصلاة: إذا صلينا صلاة العيد في بيوتنا فلا تشرع الخطبة بعدها.

7. استحباب التهنئة بالعيد: عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبل منا ومنك)، قال الحافظ إسناده حسن، وتشرع التهنئة بكل عبارة طيّبة تؤدي الغرض، وليس فيها محذور شرعي، ومن هذه العبارات الجميلة: تقبل الله منا ومنكم، غفر الله لنا ولكم، تقبل الله طاعاتكم، عيدكم مبارك، صح عيدكم، عيدكم سعيد...الخ.

8.أكثروا من التكبير صبيحة العيد: قال الله تعالى: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون).

9. وأما صيغة التكبير فالأمر فيها واسع...وأصح ما ورد فيها ما رواه عبد الرزاق عن سلمان بسند صحيح قال: كبروا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.

وجاء عن عمر وابن مسعود: الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، والله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد.

10. تشرع صلة الرحم، بل هي من العبادات الفاضلة في العيد، بشرط النية الصالحة وتفادي المنكرات، والحذر من الاحتكاك.

11. لا تنس أخي الولي إخراج زكاة الفطر قبل الصلاة...فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.

12. العيد فرصة للتوسعة على الأهل والأبناء بما يسره الله من الأكل الحلال، والانبساط إليهم، وإدخال السرور عليهم.

 نسأل الله ان يبارك لنا ولكم في هذا العيد وأن يعيده علينا باليمن والبركات...

ومرة أخرى:

عيدكم مبارك