العتاد التقليدي بديل للألعاب الإلكترونية

العتاد التقليدي بديل للألعاب الإلكترونية

    لقد كان عتاد أطفال الأجيال السابقة يدفع لبذل القدرات الذهنية والحركية، إلا أنه بعد تطور التكنولوجيا واختراع الحاسوب والأجهزة الذكية وتوفرها في كل منزل، تطورت صناعة الألعاب وخُصِّص الكثير منها للأطفال فتركوا أساليب اللعب التقليدية واتجهوا للألعاب الالكترونية.

 

    من المعروف أن الألعاب الإلكترونية عبارة عن نشاط له قواعد محددة، فيكون فرديّا أو جماعيّا يشترك فيه النزاع المصطنع وتقاس النتيجة كميا، وتسمى هذه الألعاب بالإلكترونية لتواجدها بهيئة رقمية وعادة ما تُشَّغل على منصات متنوعة ذوات الشاشة كالحاسوب، التلفاز، الهواتف النقالة، وأيّ كان من الأجهزة المحمولة بالكف.

     ولقد تبين خلال الدراسات النفسية في إطارها العلمي الصحيح تواجد مخاطر كبيرة جراء استعمال الألعاب الالكترونية التي تمس بعدة جوانب مهمة لإتمام النمو النفسي الحركي سواء للطفل أو المراهق، والتي يمكن استخلاصها في بعض النقاط الموالية:

-صعوبة التأقلم مع الحياة الطبيعية.

-توليد روح التحدي المفرط غير المتوازن والمتحكم فيه وتوليد العنف مع الآخرين.

-خلق صفة الأنانية بسبب تأثير المشاهد السلبية والعدوانية.

-بث أفكار غير متناسبة مع ديننا الحنيف، حيث أن جل الألعاب الالكترونية صنعت من طرف الغرب.

-الإصابة بالأمراض الجسمية والناتج عن الجلوس المطول على العضلات والعظام (آلام أسفل الظهر)، وخاصة تأثير التركيز البصري محدود المجال الخاص بالرؤية على عضلات العين.

 -الإصابة بالصداع وحدوث مشاكل بالأعصاب.

-إهمال النظافة الشخصية وتذبذب الروتين الغذائي المتعوّد عليه والذي بذاته يؤثر على الاستقلال الذاتي.

-خطر التعرض للموت المفاجئ (سكتة قلبية) الناجم من نوبات القلق الحدية أو حتى الهلع والاكتئاب.

-قلة القدرة على التركيز وخاصة إهمال الجانب الدراسي.

   لقد مرت العديد من الحوادث المتعلقة بالألعاب الالكترونية الضارة وتزايد ظهورها مع أواخر السنوات الماضية، وحتى أنها أحدثت ضجة وهلعا لدى العديد من المجتمعات، نذكر من بينها لعبة الحوت الأزرق التي تعدُّ من أخطر الألعاب والتي للأسف مازالت متاحة ولم تحظر، تسببت في انتحار أكثر من 100 شخص أغلبهم أطفال، لعبة مريم التي انتشرت في دول الخليج، لعبة جنية النار التي توهم الأطفال بالتحول الى مخلوقات نارية بعد ترديد عبارات خاصة وحرق أنفسهم بالنار وغيرها من اللعب التي أحدثت مآسي في الآونة الأخيرة.

   المفرح في الأمر أنه يمكن التصدي لمثل هذه الأمور التي تؤدي لهلاك براعمنا -سلّمهم الله من كل سوء- بالتحلي بالصبر الالتزام والمثابرة، وخاصة عدم الخضوع الى إلى هذه الألعاب.

    من أول الأشياء التي نوصي بها هو المراقبة، و خاصة التحكم في مراقبة الممارسات والمشاهدات على شتى أنواع الشاشات المتاحة في المنزل أو على يد الطفل، وتتم هذه المراقبة بطريقة غير مباشرة، وبعد الاستعمال دون علم الطفل لتفادي أثرها النفسي عليه، ويستحب ربط عملية المراقبة بالنقاش مع الطفل حول ما تم مشاهدته بغية إرشاد التفكير للمسار السوي.

    ما يزيد من تعزيز عملية تبديل الألعاب الإلكترونية هو إيجاد بديل قوي لهذه الأخيرة والمتمثل في:

أولا: الألعاب الحركية داخل وخارج المنزل المخصصة في فترات معينة حسب البيئة مع تفادي أوقات ذروة النشاط، مما يقضي وقت الفراغ ويحافظ على سلامة الجسم.

ثانيا: الألعاب التربوية والنفسية: يمكن تطبيق هذه الألعاب حتى من طرف الأولياء، وهذا بتتبع الخطوات المفصلة والواضحة والتي تعتبر نوعا من النشاطات محكمة الإطار، أو بمعنى آخر تحوي مجموعة من القوانين التي تنظم سير اللعب، وعادة ما يشترك فيها شخصان أو أكثر ويتولَد عنها: تفاعل، منافسة، تدريب على مهارات، تنمية العمليات العقلية ... وغير ذلك.

 وهي بذاتها مهمة جدا في مساعدة الطفل على النمو، كتنمية مهارات الاتصال اللفظي وغير اللفظي، واكتساب أنواع التعلم (المعرفي والانفعالي)، وتلبية الميل الفطري لتحصيل الفائدة من الإحساس بالمتعة والسرور والتسلية، كما تعتبر ضرورة بيولوجية لاكتساب مهارات التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة، وتعوِّد الأبناء على صنع القرار وتحمل المسؤولية.

أين يمكن إيجاد الألعاب النفسية التربوية؟

 متوفرة على موقع المدرسة وهي بإذن الله متجددة ونهدف لإثرائها واختيارها وفق معايير مدروسة.

كما تجدونها متوفرة على شبكة الأنترنت، ويمكنكم أيضا الاستعانة بالمختصة النفسيّة بمدرستنا لإرشادكم إلى أهم الألعاب المختارة حسب ما يناسب المرحلة العمرية وخصائصها المعرفية الإدراكية وكذلك الأدوات المناسبة لصنع اللعبة.

نذير نوال مختصة نفسية تربوية