يا باغي الخير أقبل

يا باغي الخير أقبل

 الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.

أما بعد، فإنّ إكرام الضيف واجب شرعي، بل هو من شعب الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه" متفق عليه.

فكيف إذا كان هذا الضيف من غير بني جنسك، ولا هو من أهلك وأقربائك، بل هو موسم عظيم وشهر مبارك كريم؟! وهو خير الشهور عند الله، يأتيك مرّة واحدة في العام ثم لا يلبث إلا قليلا وينصرف، فلا ريب أن إكرامه أولى والإحسان إليه أحرى..

إنّه الضيف المبارك الكريم: شهر رمضان العظيم "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان".

أخي الحبيب تصور لو أن حبيبا إلى قلبك غاب عنك أحد عشر شهرا ثم عاد كيف يكون شعورك؟!

قال تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب".

فالمؤمنون بقدوم رمضان مستبشرون، ولنعمة بلوغه شاكرون: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".

أيها الحبيب اللبيب:

أظنّك قد سمعت بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله رقي المنبر فقال: آمين آمين آمين.. فقيل له يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟  فقال: قال لي جبريل: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان ولم يغفر له. فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخلاه الجنة. فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصلِّ عليك. فقلت: آمين" وهو حديث صحيح.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجنّ، وغلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرّ أقصر. ولله عتقاء من النار وذلك كلّ ليلة". رواه الترمذي وهو صحيح.

فيا باغي الخير أقبل! ويا مريد الجنة شمر! ويا خائفا من النار أقدم!

فهذه فرصتك.. وهذه هدنتك مع ألدّ أعدائك. فهل علمت كيف تخرج منها فائزا ظافرا؟؟! أبتنويع المأكولات والمشروبات؟ أم بشهود ما يستطاع من الحفلات والسهرات والتمثيليات؟ أم بالجلوس أمام التلفاز لتتبع تفاصيل المباريات؟! أم بالتسكع في الطرقات والنظر إلى كل ذاهب وآت؟!..كلا وألف كلا... بل: بلزوم الطاعات والاجتهاد في الأعمال الصالحات وترك المنكرات والتضرّع إلى ربّ الأرض والسّماوات.. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رمضان مبارك

نسأل الله تعالى القبول، ونتضرّع إليه ليرفع عنّا الوباء والبلاء، وأن يكرمنا بالسعادة والهناء.

أخوكم الناصح: يوسف بن عاطي.