طلابنا وفيروس كورونا

طلابنا وفيروس كورونا

 

 الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده..

أمّا بعد: فإنّني أردت أن أتوجّه مرّة أخرى إلى أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات.. خاصة طلاب البيام والبكالوريا.. بهذه التوجيهات قبل ما يقارب ثمانين يوما من الامتحانات النهائية المنتظرة، رفعا للمعنويات وشحذا للهمم والإرادات، خاصّة أثناء هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها بلدنا بل العالم بأسره، بسبب ما عُرِف بفيروس كورونا  covid 19وما تبعه من هلع كبير عند الناس وتعطيل للدّراسة والعمل، بل وتوقّف عجلة الحياة العامة في كثير من البلدان.

1. اهتمّ بالتحضير الجدّيّ والهادئ للامتحانات، ولا تكثر من الحديث عن مستجدات هذا الوباء، ولا تدمن سماع الأخبار، حفاظا على تركيزك. ومن المعلوم أنّ الأخبار والإشاعات تكثر في مثل هذه الأحوال.

2. انظر إلى هذا الوباء نظرة إيجابية من زوايا كثيرة، فلا ينبغي أن تصاب بالخوف والجزع، ولا ينبغي أن ينخفض مردودك الدراسيّ، بل إنّ بقاءك في البيت خلال هذه الأسابيع نافع لك كثيرا إن شاء الله.

3. هذه فرصة طيّبة قد أتيحت لك لتصحّح علاقتك بالله تعالى، ولتأدية العبادات على أكمل وجه...حيث إن في ذلك ارتياحا واستقرارا نفسيا لك أيها الطالب، إضافة إلى كون العبادة من أسباب حفظ النفس من الأوبئة والأسقام.

4. واصل هوايتك المفضّلة، أعني: الحفظ والمراجعة، بنفس "الريتم" وعلى الوتيرة التي كنت عليها من قبل، كأنّه لم يحدث شيء.

5. لا تفكّر في العتبة، ولا تهتمّ كثيرا بما ينشر حولها من أخبار وإشاعات، فإنّها مشوّشة على دماغك، مؤثّرة سلبا على تركيزك.

6. حاجتنا إلى المناعة القويّة في هذه الأيام لا تحتاج إلى شرح مطوّل، وقد أخبر المتخصّصون أنّ القلق والاكتئاب من أسباب ضعف المناعة، والرّاحة النفسية من أعظم أسباب قوتها.

7. وممّا يقوّي المناعة أيضاً: التغذية الجيّدة المتوازنة، ومن أهمّ مصادرها: الطبخ المنزلي، والغذاء التقليدي، المرتكز على الخضر المتنوّعة والفواكه الموسميّة.

8. ما دمت متفرّغا خلال يومك، فلا تطل السّهر باليل، وابتعد عن المنبّهات، واغتنم هذه العطلة لترتاح جسديّا ونفسيّا.

9. أعد تنظيم وقتك وترتيبه وفقا للمعطيات الجديدة، وحاول الحفاظ على هذا التوقيت.

10. غيّر رأيك في نفسك: فأنت تملك طاقات كبيرة وقدرات هائلة، فأنت إن شاء الله، أقدر ممّا تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد...فعليك أن تشطب من ذهنك الكلمات السلبية كلّها، من مثل: "لا أستطيع تدارك ما فاتني، أنا متأخّر في التحضير، أنا أحفظ وأنسى،...الخ.

11. اجعل دراستك فرصة للاستمتاع لا وقتا للقنوط، فالطالب الناجح هو الذي يتلذّذ بالدّراسة والحفظ والبحث، والطالب الفاشل هو الذي يشعر في لحظات الدّراسة كأنه في قاعة للتعذيب.

وسيأتي إن شاء الله ذلك اليوم الذي تدرك فيه أنّ السنوات الدّراسية كانت من أمتع لحظات حياتك، لكنّك لم تكن تشعر بذلك...فمتعة التعلّم لا تكاد تضاهيها متعة في الحياة، وخصوصا إذا ارتبطت عند صاحبها بنيّة العبادة وتحصيل الأجر والثواب ونفع الأمّة.

12. استغلّ هذا الانقطاع عن الدّراسة لزيارة الطبيب الذي كنت تريد أن تزوره منذ مدّة، أو قضاء بعض حوائجك التي كنت تحلم بأن تجد وقتا لقضائها، فهذه فرصة قد لا تتاح لك مرّة أخرى.

13. لا تقصّر في الدّعاء بأن يرفع الله عن أمّتنا الوباء والغلاء والأسقام وسائر أنواع البلاء.

ونحن نسأل الله تعالى أن يأتينا امتحان البكالوريا والبيام ونحن في أحسن حال وعافية ورخاء، وأن يوفّق أبناءنا وبناتنا لاجتياز هذه الامتحانات بكلّ يسر وتوفيق...إنّه نعم المولى ونعم النّصير.

أخوك الذي يحبّ لك الخير:

يوسف بن عاطي